عِبَر من قصة أصحاب السبت



  • الاختبار لابد منه لكن لما يطول الاختبارهناك شأن آخر
  • جريمة المخادعة لله عزوجل
  •  ضرورة الاستعانة بالله والتوكل عليه 
  • ضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر


  • الاختبار لابد منه لكن لما يطول الاختبارهناك شأن آخر

{كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} الأنعام

الاختبار لابد منه لكن لما يطول الاختبار سيكون هناك شأن أخر، والعجيب أن قبل سورة الأنعام في سورة المائدة أخبرنا الله عن الصحابة وأيضا كان من نوع الصيد،

 
فإنهم رضوان الله عليهم قد أخبروا يا أيها الذين آمنوا وأتى الخبر أن الله سيبلوهم بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم، وهذا أمر بعيد أن تنال الأيدي الصيد لكن من أجل كونه اختبار، وأخبروا أنه أختبار ليعلم الله من يخافه بالغيب فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم، أيضا هناك اختبروا بصيد البر وهنا اختبروا بصيد البحر، ...


فإذن الاختبار لابد منه لكن لما يطول الاختبار ويتكرر ويحصل فيه ما يحصل لابد من مراجعة الإنسان نفسه في معاملته مع هذا الاختبار

 
قال الله عز وجل : كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون، فالفسق سبب أن تتكرر عليهم الاختبارات وتتنوع،

 
قال: {وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ} أي: إذا ذهب يوم السبت {لا تَأْتِيهِمْ} أي: تذهب في البحر فلا يرون منها شيئا {كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} ففسقهم هو الذي أوجب أن يبتليهم (1) الله، وأن تكون لهم هذه المحنة، وإلا فلو لم يفسقوا، لعافاهم الله، ولما عرضهم للبلاء والشر، فتحيلوا على الصيد، فكانوا يحفرون لها حفرا، وينصبون لها الشباك، فإذا جاء يوم السبت ووقعت في تلك الحفر والشباك، لم يأخذوها في ذلك اليوم، فإذا جاء يوم الأحد أخذوها، وكثر فيهم ذلك، وانقسموا ثلاث فرق:



قال الشيخ: ففسقهم هو الذي أوجب أن يبتليهم الله، وأن تكون لهم هذه المحنة، وإلا فلو لم يفسقوا، لعافاهم الله، ولما عرضهم للبلاء والشر،فتحيلوا على الصيد،فكانوا يحفرون لها حفرا، وينصبون لها الشباك، فإذا اختبر العبد وامتحن ووفق وسأل الله وانكسر وانذل وطلب من الله أن يعينه وامتثل ما استطاع إلى ذلك سبيلا واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم وطلب الهدى ..يرجى أن يرفع عنه هذا الاختبار، لكن هؤلاء فسقوا فهذا أوجب أن يبتليهم الله أن تكون لهم هذه المحنة


  • جريمة المخادعة لله عزوجل

 --------------------------------------

اقترفوا شيء زائد عن مجرد المخالفة، وهنا تأتينا جريمة لابد من معرفة خطرها وخطر إتباعها بأن في هذه الجرائم يأتي الكذب على الله، في هذه الجريمة التي فيها حيل أي صورة من صور الحيل فيها خطر عظيم وهو الكذب على الله والكذب على النفس بحيث يصل الإنسان في نهاية أمره أن يكون كذابا، يعيش عليه ويموت عليه، وهو من مكائد الشيطان التي يناسب جدا أن نتكلم عنها بعدما عرفنا في أول سورة الأعراف عن حيل الشيطان

هم لم يأتوا إلى النهي الذي نهوا عنه وهو الصيد فخالفوه إنما صوروا لنفسهم أنهم يتبعون ما أنزل إليهم من ربهم في كونهم لا يصطادون، ثم كادوا مكيدة وهي مكيدة من مكائد الشيطان، أعظم مكائد الشيطان الذي يكيد بها أهل الدين التحايل على شرع الله والخداع الذي يستعمله كثير من الناس من أجل تحليل ما حرم الله وإسقاط فرضه، وعصيانه في أمره ونهيه، فهذه الحيل إنما هي من مكائد الشيطان،

هذا النوع من الحيل الذي يتضمن إسقاط الواجبات وتحليل المحرمات وقلب الحق وجعله باطل والباطل حق هذا إنما هو من مكائد الشيطان مع الفاسقين من بني آدم، ولذا نجد أن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم فمن مخادعة الله الحيل، بحيث أن يكون الإنسان ليس معظما لأمر الله، هذه مصيبة الحيل، ولا خائف أن يقترف ما حرم الله، ولا متقياً لحدود الله، إنما يريد مقصوده ويريد أن يبقى في صورته الخارجية يأتمر بأمر الله
 
 هنا الكذب، يريد أن يبقى صورته الخارجية مأتمراً بأمر الله وهو من الداخل لا يعظم أمر الله ولا يهتم بأمر الله، وإنما يهمّه المصلحة، المهم عنده المصلحة، وفي القرآن كثير من هذه الصور للتحايل، فربما القصة التي في سورة القلم وكيف أراداوا أن يتحايلوا على المساكين، أرادوا أن يقطعوا الثمار في النهار حتى إذا جاؤوا المساكين ..، اختاروا وقت لا يستطيع المساكين أن يفعلوا هذا الفعل فأرسل الله عليهم ..كأنهم أحصدوا زرعهم فأصبح هشيما ..

وفي الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: قاتل الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها - بمعنى أذابوها-  فباعوها وأكلوا ثمنها، ولذا لما تأتي المحرمات لا طريق للمؤمنين أبداً فيها وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لصاحبته 

( إنَّ اللهَ ورسولَه حرَّمَ بيعَ الخمرِ والميتةِ والخنزيرِ والأصنامِ ) . فقيل : يا رسولَ اللهِ ! أرأيتَ شحومَ الميتةِ فإنَّهُ يُطْلَى بها السفنُ ويُدْهَنُ بها الجلودُ ويستصبحُ بها الناسُ ؟ فقال ( لا . هو حرامٌ ) . ثم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، عند ذلك ( قاتلَ اللهُ اليهودَ . إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لما حرَّمَ عليهم شحومها . أجملوهُ ثم باعوهُ . فأكلوا ثمنَه ) .


إذن كل وسيلة يستعملها العبد وهي محرمة فهي محرمة ولو تغيرت صورته أو بدل اسمه كما يحصل اليوم في الربا وغيره وفي تغير خلق الله وكلها تحت الحيل والمكر والخداع وكأنهم ينسون أن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وأن المحايل والمخادع أمره عند الله في غاية البيان، هل يظن أن الله يخفى عليه شأنه؟! اعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه، يعلم قرارات الخلق ولو ..، لا يخفى هذا الأمر أبدا،

لكن المشكلة من جعل الله على بصره غشاوة، فالذي لا يرى الحقائق وتهون عنده الحدود ولا يتبع ما أمر الله عز وجل ينخدع بالأسماء يبدل الأسماء ويغير الصور ويكون في النهاية قد تحايل على أمر الله وهو من أعظم الآثام والمفاسد وهو يزيد على إثم فعل المعصية مباشرة، لأن الذي عصى الله مباشرة يعرف وليس بكاذب لكن الذي يخادع الله ورسوله يغش الدين ويخادع الله كأنما يخادع الصبيان،

لو أتى الأمر على وجهه كان أهون! لكن هذا يخادع الله كأنه لا يعرف الله ولا يعرف عظمته وعلمه بما في قلوب الخلق، على كل حال نحذر من المعاصي عموما ونحذر من الخداع خصوصاً لأن فيه ما فيه من الإستهانة بعظمة الله، نعوذ بالله من الإستهانة

هؤلاء كاد لهم الشيطان فصاروا خلفه، قال: فتحيلوا على الصيد، فكانوا يحفرون لها حفرا، وينصبون لها الشباك، فإذا جاء يوم السبت ووقعت في تلك الحفر والشباك، لم يأخذوها في ذلك اليوم، فإذا جاء يوم الأحد أخذوها، وكثر فيهم ذلك

لا يأخذوه يوم السبت لتبقى الحيلة،





 مَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ

  •   ضرورة الاستعانة بالله والتوكل عليه

فنحن يقال لنا اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم فنبذل كل مجهود من أجل أن نصل إلى ذلك


والمجهود هنا إنما يكون بمعرفة ما أمرنا به الله ومعرفة ما أنزل إلينا من ربنا وأن نكون صادقين في إرادة أن نتبع ما أنزل إلينا من ربنا وأن نكون مستعينين من أجل أن نتبع ما أنزل إلينا من ربنا، مستيعين مستغيثين ذليلين ثم أن نكون فقراء حقيقين نريدمنه سبحانه وتعالى أن يقبل منا هذا العملو يقبل منا إتباعنا ما أنزل إلينا من ربنا


فتبتدأ المسألة بالعلم وتنتهي بطلب القبول، وهو سبحانه وتعالى ولي المؤمنين لا يخذلهم إن كانوا صادقين وهو حسبنا ونعم الوكيل في كل شأن يصعب علينا من شؤون الحياة منها الإستقامة والطاعة وليس لنا حول ولا قوة إلا به سبحانه وتعالى وهو حسبنا ونعم الوكيل





نختصر هذه الآيات العظيمة ونتكلم عن مسألتين الأبتلاء الذي لابد منه وأن الابتلاء يتكرر ويصعب كلما كان الإنسان فاسقا لا يتنبه للإبتلاء، وقد مر معنا أن الصحابة ابتلوا بصيد وهؤلاء ابتلوا بصيد والفرق بينهم كما بين السماء والأرض، 



  •  ضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

الأمر الثاني الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ..من امتلأت قلوبهم حرارة لأمر الله وامتثلوا أمر الله في نفوسهم وفي الوعظ والتنبيه بكل الطرق الممكنة التي يستطيعونها،

ومن طرق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اللازمة له هو تعليم الجاهل فإننا نعلمهم ثم نأمرهم ننبهم ثم ننهاهم، ونكرر عليهم ولا نمل من تكرار ذلك فإن الله عز وجل قد أخبر عن هؤلاء الذين لم ييأسوا من المنصوحين بل استمروا في نصحهم وبذلوا جهدهم وهم ينظرون إلى مسؤوليتهم مع ربهم فهم يفكرون في المعذرة إلى ربهم قبل أن يكون أثر هذه الموعظة على من أرادوا نصحهم،

فنحن نفكر أولا في مسؤوليتنا، مسؤوليتنا التي يجب ان نقوم بهاأمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر بعد تعليم الناس

نسأل الله أن نكون ممن أقام الدين في نفسه وفي أهله وفي مجتمع آمراً بالمعروف ناهيا عن المنكر معظما لأمر الله تعالى
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من أين تأتي

تَكَبَّرَ فأَهَانَهُ الله!

الصحة النفسية مطلب شرعي-3