لا يشترون بآيات الله ثمنًا قليلا

ومن تمام خشيتهم لله، أنهم { لا يشترون بآيات الله ثمنًا قليلا } فلا يقدمون الدنيا على الدين كما فعل أهل الانحراف الذين يكتمون ما أنزل الله ويشترون به ثمنا قليلا،

قال: فلا يقدمون الدنيا على الدين كما فعل أهل الانحراف الذين يكتمون ما أنزل الله ويشترون به ثمنا قليلا، وأما هؤلاء فعرفوا الأمر على الحقيقة، وعلموا أن من أعظم الخسران، الرضا بالدون عن الدين، والوقوف مع بعض حظوظ النفس السفلية، وترك الحق الذي هو: أكبر حظ وفوز في الدنيا والآخرة،

حظوظ النفس السفلية المنصب الجاه المال الذي أرادوا تحصيله من وراءه كتمان أن النبي رسول لأنهم سيكونون أتباعا، وهذه مصيبة عظيمة لا يشعر بها إلا من ابتلي بصفة القيادة وجرب القيادة وأن يكون مقدم وأن تكون كلمته مسموعة ثم يأتي الزمان الذي يقال له لست أنت الآن إنما أنت تابع لغيرك، فهذا يحتاج كثير من المجاهدة فكثير منهم رضوا بالدون عن الدين،

لكن هؤلاء بفضل الله لم يرضوا بالدون عن الدين ..

 

قال: وترك الحق الذي هو: أكبر حظ وفوز في الدنيا والآخرة، فآثروا الحق وبينوه، ودعوا إليه، وحذروا عن الباطل، فأثابهم الله على ذلك بأن وعدهم الأجر الجزيل، والثواب الجميل، وأخبرهم بقربه، وأنه سريع الحساب، فلا يستبطؤون ما وعدهم الله، لأن ما هو آت محقق حصوله، فهو قريب.

هؤلاء حالهم مختلف أخذوا الحق وآثروا به ودعوا إليه وحذروا عن الباطل

قال: وأخبرهم بقربه، وأنه سريع الحساب، فلا يستبطؤون ما وعدهم الله، لأن ما هو آت محقق حصوله، فهو قريب.

وهذا مما نعتقده يقينا، فإن الله سريع الحساب بمعنى أنه سبحانه وتعالى بعدما تنقضي الدنيا السريعة سيحاسب الخلق جميعا فمهما ظن الناس بعد الحساب أو أستطال بهم الأمر يقال أن الله سريع الحساب، فهو سبحانه وتعالى إذا لقي العباد وهذا يقيناً سيحاسبهم حساباً سريعا، لا يظلم فيه أحد ولا ينقص من حق أحدٍ شيء، فلو نظرنا إلى سريع الحساب سنرى الأمر من جهتين أن الدنيا سريعا ستذهب وتنطوي وتلقى ربك ثم إذا لقيت الله أعلم أنه سريع الحساب يحاسب الخلق كلهم كما يرزقهم كلهم

وهذه من عجائب المفاهيم لصفات الله التي تحتاج إلى تأمل لمعرفة عظمة الله وجلاله فيقع في القلب خوف من ذاك اللقاء وترقب له وعمل من أجله 
.
الأستاذة أناهيد السميري
السبت 3 رمضان 1436 
لقاءات التفسير في رمضان