لا تغتروا بفضائل الأعمال

"...لا تغتروا بفضائل الأعمال فتغركم عن الأعمال التي هي بمثابة الواجبات نسمع كثيرا من فضائل الأعمال مثل فضل رمضان والذكر والصدقات ..  فلا نغتر بأعمالنا ونظن أن ذنوبنا غفرت، الصحيح أن مغفرة الذنوب لا تأتي إلا بمن أتى بشروط .
النبي صلى الله عليه وسلم قال ((مَنْ تَوَضَّأَ مِثْلَ هَذَا الْوُضُوءِ، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ جَلَسَ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))‏‏‏ قَالَ: وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:  ((لاَ تَغْتَرُّوا)).‏
حال الذي لا يغتر يجمع بين الأمور التالية :
١) يعتني بقوة إيمانه بالله ، تصديقه بالغيب، إيمانه بلقاء الله، صدق بمحبة الله، صدق بإرادة رضا الله..
٢) يعتني بالفرائض ، فاحتسابك في نهار رمضان للصيام أهم بكثير من بقية الأعمال النافلة.
٣) لابد أن نعلم أن مغفرة الذنوب المقصود هنا ليست الكبائر، الكبائر يشترط فيها التوبة، هذه المغفرة للصغائر، ولا يستهان بالصغائر لأنها لو اجتمعت على العبد أهلكته.
٤) أن العبد إذا قام بالفرائض أو النوافل يستحضر قلبه أثناء قيامه بالعمل (يعتني بالاحتساب)..
الغفلة موجودة لكن الجهاد أن يبقى قلبك. والنبي صلى الله عليه وسلم قال : ليس للمرء من صلاته إلاّ ما عقل. يعني إلاّ ما كان عقله معه، سواء كان يسمع القرآن أو يتلوه أو يركع أو يسجد.. يكون قلبه معه.
٥) لابد من طلب القبول لأن ليس كل عامل مقبول ، لذلك نصوم ونرجو من الله أن يقبلنا، نتصدق ويكون همنا أن يقبلنا ، ولكم في ذلك سنة بإبراهيم عليه السلام فقد ائتمر بأمر خاص به وهو بناء البيت ووُجه له هذا الأمر خاصة وأمره الله عز وجل ومع ذلك بعد ما ائتمر قال: رَبَّنَا {تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }
نرجو من الله القبول لكن لا نجزم لأنفسنا ولا نغتر.
مقتبس من اللقاء السادس في شرح كتاب الرقاق من صحيح البخاري.
للأستاذة: أناهيد السميري
-وفقها الله-

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من أين تأتي

تَكَبَّرَ فأَهَانَهُ الله!

الصحة النفسية مطلب شرعي-3