وأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَىٰ مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا


وأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَىٰ مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا
وهذا والله صحيح أنه في كفار قريش المشركين
لكنه يخيفنا جدا
كم قلنا لو جاء رمضان فعلنا وكم قلنا في رمضان في العشر الأخيرة سنفعل،
فالواجب أن تستيقظ في طلب الحول والقوة من الله، ولنعرف أن الأمر ليس بيدنا، صحيح المطلوب أن نجعل الأيام الماضية ليست مثل الماضي لابد، لكن ليس بمجرد الأماني ولا حتى بالتخطيط
إنما أولاً بطلب الحول والقوة من الله والدخول في حماه، والرغبة إليه والمحاولة الصادقة في تفتيش صدق القلب وطلب من الله عزيمة تعين على الإنتفاع من هذه النعمة العظيمة،
فنحن نخشى أن نكون نفعل مثل فعلهم نقسم أو نوعد أننا سنكون أفضل وتتوفر لنا الفرص ويأتينا الوقت المناسب فلا نجتهد، لكن ليس لنا إلا أن نطلب منه سبحانه وتعالى أن يعطينا الحول والقوة ويبارك لنا في الأوقات، ويجعل ذكره على ألسنتنا وفي قلوبنا ويظهر أثر خشيته في أعمالنا،

ولذا دائماً نعيد على أنفسنا تأتينا الفرص وقد أقسمنا ووعدنا وعاهدنا أن نغتنم، لو مد أعمارنا إلى رمضان تبنا واستغفرنا وانتفعنا، ولو أعطانا المال أنفقنا، فهذا كله وعود ولما تأتي أزمانها تظهر حقائقها، فما لنا إلا أن نطلبه سبحانه وتعالى أن يعيننا، كيف لا نتمنى أن نعمل الأعمال الصالحة!؟ نحن نحب الأعمال الصالحة، نقول ليس الممنوع  تمنيها إنما الثقة غب النفس أني أستطيع أن آتيها دون طلب الحول والقوة من الله . عزوجل.
وليس إقسامهم المذكور، لقصد حسن، وطلب للحق، وإلا لوفقوا له، ولكنه صادر عن استكبار في الأرض على الخلق، وعلى الحق، وبهرجة في كلامهم هذا، يريدون به المكر والخداع، وأنهم أهل الحق، الحريصون على طلبه، فيغتر به المغترون، ويمشي خلفهم المقتدون.
وهذه من أخطر أحوال الإنسان هذه الحال تجعل صاحب القسم في حال من الكذب على النفس لأنه يمكر، يعني الذي سبب لهم أنه لما جاءهم النذير أنهم لم يؤمنوا أن ردودهم كلها إنما هي من باب الاستكبار في الأرض ومكر السيء، استكباراً في الأرض والسين والتاء هنا للمبالغة، والمقصود في الأرض يعني في موطن بلدهم، والمكر معناه إخفاء الأذى حتى يصل صاحبه إلى مراده، وهو نوع من الغدر، وهو منافي للأخلاق الكريمة،
ولذا قد ورد في الحديث عند ابن أبي حاتم النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إياك والمكر السيء فإنه لا يحيق المكر السيء إلا بأهله، أعاذنا الله من المكر السيء. 


فنحن في هذه الأأيام العظيمة نعترف لله عز وجل ..ودخولنا في أنواع من المعاصي لا يرضاها ومن قلة شكر مع عظيم النعماء لكنه سبحانه وتعالى لا يؤاخذ بالجريرة، ويغفر للمقبلين عليه


التائبين المنيبين،


ولو تعجل لهم ما ترك على ظهرها من دابة، يعني لم يبقى في الأرض أحد، فلا يغرنا تأخير المؤاخذة فنحسبه عجزاً أو رضا من الله بما نحن فيه، لا نظن أن عطايا الله التي تزيد يوماً بعد يوم في مقابل معاصينا التي تصعد يوم بعد يوم هذا دليل على أن الله راضي! بل عذاب الله وعقوبته لها أجل اقتضتها حكمته، فيها مراعاة لمصالح الخلق كلهم، فلا يظن أن العطية تدل على الرضا أو أن عدم العقوبة تدل على أن الله يقبل هذا العمل،

 
ونحن جميعاً في حلمه وشدة إمهاله كما يقول الشيخ: ثم ذكر تعالى كمال حلمه، وشدة إمهاله وإنظاره أرباب الجرائم والذنوب، فقال: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا} من الذنوب {مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ} أي: لاستوعبت العقوبة، حتى الحيوانات غير المكلفة.


إذن سيحاسبنا على كل أمر فعلناه هنا في الدنيا ويعاقبنا به في الدنيا كان ما بقي على ظهر الأرض من دابة من شدة عظمة ما نفعل وعظمة قدرته،

 
قال: {وَلَكِنْ} يمهلهم تعالى ولا يهملهم و {يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا} فيجازيهم بحسب ما علمه منهم، من خير وشر.

 
وهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون، ومعناه أنه سبحانه وتعالى إذا جاء أجلهم أخذهم بما كسبوا، فإن الله كان بعباده بصيرا، أي عليماً بأفعالهم سواء كان في تأخيرهم أو في حالة مجئ الأجل.
 

اللهم اجعلنا مخلصين في طاعتك
وارزقنا حولا وقوة
ووفقنا لما تحب وترضى من الأعمال

الأستاذة أناهيد السميري 
20 رمضان 1426 
لقاءات التفسير في رمضان



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من أين تأتي

تَكَبَّرَ فأَهَانَهُ الله!

الصحة النفسية مطلب شرعي-3