وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ



وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
في هذا الزمان من صور الهوى عند الناس هواهم في التعامل مع الخلق وإن أتيت فأمرت أخفض جناحك رأوا أن أمرنا لهم بخفض الجناح هو كسرهم وذلهم والحقيقة أن هذا عز من عند رب العالمين،

 قال السعدي: بلين جانبك ولطف خطابك لهم، ولطف الخطاب مع القريبين والبعيدين من القربة إلى الله..انتهى
مع القريب ومع الأبعد مطالبين أن نكون لطفاء القول، وإن صدقنا نكون قريبين إلى الله بذلك
ليِّن المعاملة وكن لطيف الكلام والخطاب وتتودد لهم في كل طريق يصلح فيه التودد، 
تساعدهم .تخدمهم..تهديهم، تبتسم في وجوههم، الشاهد أن تتودد لهم،
 قال: وحسن خلقك ..وهذا قد أمر به النبي صلى الله عليه وسلم،
....أحياناً يكون من أمامنا أخطأ فنكون كالسيف عليه ولا نرى أن هذا عدم تعظيم للحق والحق ليس كما يقولون إنما هذا من آثار إتباع الهوى، لأن الأمر لو فكرنا فيه سيكون فيه من فعل الخوارج، لأن الخوارج رأوا الناس قد ضلوا فخرجوا عليهم بالسيف..، وهكذا بعض الناس المستقيمين الصلاح الذين يرون الإصلاح يخرجون على الناس بالسيوف لكن بسيوف ألسنتهم وتراهم يعتدون ويعتدون ولا يرون أن هذا فيه مخالفة للشرع بل يرون أن مثل هذا نصرة للدين،
يقول الشيخ: فهذه أخلاقه صلى الله عليه وسلم، أكمل الأخلاق، التي يحصل بها من المصالح العظيمة، ودفع المضار، ما هو مشاهد، فهل يليق بمؤمن بالله ورسوله، ويدعي اتباعه والاقتداء به، أن يكون كلا على المسلمين، شرس الأخلاق، شديد الشكيمة عليهم، غليظ القلب، فظ القول، فظيعه؟ [و] إن رأى منهم معصية، أو سوء أدب، هجرهم، ومقتهم، وأبغضهم، لا لين عنده، ولا أدب لديه، ولا توفيق، قد حصل من هذه المعاملة، من المفاسد، وتعطيل المصالح ما حصل، ومع ذلك تجده محتقرا لمن اتصف بصفات الرسول الكريم, وقد رماه بالنفاق والمداهنة, وقد كمَّل نفسه ورفعها, وأعجب بعمله، فهل هذا إلا من جهله, وتزيين الشيطان وخدعه له.

فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ
 ( فَإِنْ عَصَوْكَ ) في أمر من الأمور, فلا تتبرأ منهم, ولا تترك معاملتهم, بخفض الجناح, ولين الجانب، بل تبرأ من عملهم, فعظهم عليه وانصحهم, وابذل قدرتك في ردهم عنه, وتوبتهم منه، وهذا لدفع احتراز وهم من يتوهم, أن قوله ( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ ) للمؤمنين, يقتضي الرضاء بجميع ما يصدر منهم, ما داموا مؤمنين, فدفع هذا بهذا والله أعلم
 
 لقاءات التفسير في رمضان 1436 
أستاذة أناهيد السميري حفظها الله

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من أين تأتي

تَكَبَّرَ فأَهَانَهُ الله!

الصحة النفسية مطلب شرعي-3