والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش


والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش
فإن النفوس قد تكون محبة لله راغبة فيما عند الله لكنها مستسلمة لهواها، فما عند الله خير وأبقى للمؤمنين الذين من صفاتهم بعدما آمنوا وتوكلوا من صفاتهم ضبط شهواتهم،

 المؤمن قد يحصل له أسباب تسبب له إثارة شهوته فماذا يفعل هذا المؤمن؟! يبتعد ويعلم أن وراء ذلك عقوبات عظيمة، وكبائر الإثم المقصود الآثام العظيمة التي نهى الشرع عنها ..،
فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
فالموفق لا يجعل غاية سعيه هذه النعم التي ستزول، لأن كل هذا وإن كان نعم متع الله بها خلقه يقال لنا فيها فما أوتيتم من شيء فمتاع!، مجرد متاع!، متاع الحياة الدنيا، فالمقصود أن الموفق يسعى لعمل الآخرة الذي يأتي بالنعيم العظيم، النعيم الدائم، النعيم الحقيقي، النعيم الذي لا يزول، ولذا قال سبحانه وتعالى: وما عند الله خير وأبقى.
إذن:
{مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} ---- لذة منغصة  === لا تكتمل... قبلها آلام وبعدها آلالام وفي أثنائها آلالام
-------                  ثم أنها منقطعة لا تسلم من الآلم ولا تدوم،
{وَمَا عِنْدَ اللَّهِ} من الثواب الجزيل، والأجر الجليل، والنعيم المقيم
---------- {خَيْرٌ} من لذات الدنيا، خيرية لا نسبة بينهما
---------{وَأَبْقَى} لأنه نعيم لا منغص فيه ولا كدر، ولا انتقال
 
وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
 
 
 الرابط بين الإيمان والتوكل واضح في القرآن، كما يقول الشيخ السعدي/ الذي هو الآلة لكل عمل،، إياك نعبد وإياك نستعين ..يؤمنون فيعملون ولكي يعملون لابد أن يتوكلون،
 
 فسمى التوكل الآلة لا تستطيع أن تعمل إلا بالتوكل، قال: فكل عمل لا يصحبه التوكل فغير تام،  وهذا قبل أن يكون في شأن الدنيا لأننا دائماً نتكلم عنا لتوكل في شأن الدنيا..
 لكن الحقيقة في شأن الآخرة يجب أن يكون أسبق في القلوب من شأن الدنيا، ونقول هذا الكلام ونحن في زمن فاضل وفيه نسك عظيم نسك الصيام و..والتشوق لليلة القدر قياماً وتلاوته وطلباً للعفو، ولا يوصل العبد لهذا الفضل إلا التوكل على الكريم الرحمن الرحيم الذي قد غمر العباد بنعماءه وتفضل عليهم بعطاءه، وأنعم عليهم بآلاؤه، فإنه قد ابتدأنا بهذه النعمة العظيمة أن جعل العبادة فيها خير من ألف شهر.
ثم جعل التوكل الآلة للوصول إلى ذلك، فكم له علينا من نعماء وكم له من آلاء نرجو أن نكون من الشاكرين المنتفعين بعطاياه، والعناية والشوق إلى رضاه من أهم الأسباب التي يرزق بها العبد قوة للطاعة، فالمتوكلين على رب العالمين يعلمون أنهم لا يصلون إلى مراداتهم إلا إذا أعانهم فعلى هؤلاء المؤمنين الذين نرجو أن نكون منهم علينا جميعاً أن نظهر شوقنا وحاجتنا وحبنا لأن نكون من الطائعين، وعنايتنا بليلة القدر وتحريها والخوف على فواتها، 
 والندم على ساعاتها، وهذه العناية توجب على العبد أن يطلب رب العالمين أن ييسر له ويجعله ممن قام ليلة القدر إيماناً واحتسابا فيتوكل بذلك ويعطيه الله عز وجل العطايا، نسأل الله من فضله لنا وللمسلمين، اللهم آمين
 فكل عمل لا يصحبه التوكل فغير تام، وهو الاعتماد بالقلب على الله في جلب ما يحبه العبد، ودفع ما يكرهه مع الثقة به تعالى.
ما هو التوكل؟! قال: وهو الاعتماد بالقلب على الله في جلب ما يحبه العبد، ودفع ما يكرهه مع الثقة به تعالى.
لقاءات التفسير في رمضان 1436
الأستاذة أناهيد السميري حفظها الله

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من أين تأتي

تَكَبَّرَ فأَهَانَهُ الله!

الصحة النفسية مطلب شرعي-3