الغاية من سماع العلم ا لعبد المؤمن يحرص على أن يسمع من الحق ما به يطهر قلبه وتسمو نفسه، فكل مرة يتعلم فيها علم يجعل هذا العلم عاملاً في قلبه مطهراً له من آثامه، فيسمع المرء مثلاً عن حكم سوء الظن فيتتبع هذا المرض في قلبه فيدفع أسبابه ويمنعها وكلما طرأ عليه سوء ظن دفعه وطهر قلبه منه، يسمع المرء عن النميمة وكيف أنها صفة ذميمة فيطهر قلبه من إرادة الإفساد بين الخلق ويطهر لسانه من الكلام الكذب والافتراء، ويسمع عن الغيبة فيخاف على نفسه من أن يقع في أعراض إخوانه ويلجم نفسه كلما مرت على لسانه، إذن معنى ذلك أن غاية سماع العلم هذان الأمران: أولهما التزكية، وثانيهما: التذكرة، فيكون الإنسان قد سمع الحق لكن نسيه، وهذه الغفلة من صفات بني آدم، صفة ابتليوا بها لا تزول عنهم أبداً ، يبقون يسمعون الحق وتمر عليهم لحظات الغفلة والنسيان حتى مع رسوخ الإيمان، فالإنسان يسمع الحق يزكي نفسه ويبذل جهده ويطهرها ويملئها بالفضائل الشرائع ومكارم الأخلاق ويسير على الطريق المستقيم وتتحول هذه الفضائل إلى سجية، يتصرف بها ويعمل بها لكنه يحتاج إلى التذكير، فإنه قد ينسى لماذا يعمل هذه الأعمال أو أحياناً ...
تعليقات
إرسال تعليق